على الرغم من عدم تأدية القسم لأعضاء البرلمان الجديد والوقت المبكر جداً لمناقشة قانون انتخابات مجالس المحافظات الحالي الذي يعتمد نظام سانتليغو بنسبة 1.9 وامكانية تعديله او تغييره بالكامل .. على الرغم من عدم تشكيل الحكومة وعدم وجود استقرار سياسي .. على الرغم من عدم الخوض اصلاً بأي شيء يخص امكانية اعادة مجالس المحافظات الى الخدمة خلال وقت قريب ( مع تأكيد عودتها عاجلاً أم آجلاً ) … نجد هجوم موجة حمى جديدة تصيب المجتمع تسمى ” حمى الترشح الى مجالس المحافظات ” فنحن نسمع يومياً عن رغبات ومساعي للكثير من أجل التصدي والترشح وخصوصاً بعض المستقلين وحتى وصل الحال الى المنافسة المبكرة المبنية على الوهم والتي لا يمكن اعتبارها حالياً الا حرق مبكر للأوراق وخصوصا اذا كانت هذه الاوراق قليلة جداً .. انا لا اعرف ان كانت انتخابات مجالس المحافظات خلال مطلع الاسبوع القادم او لا حتى نشعر بحرارة هذه الحمى في وقت مبكر بقدر ما اعرف بعض الامور التي يجب مراعاتها كلها او جزء منها قبل التفكير بالترشح وهذه ” المعايير ” استنتجتها من خبرة ولو بسيطة في هذا المجال وعن تجربة حقيقية ..

1- الترشح يحتاج معرفة قانون الانتخابات النهائي الذي يصادق عليه البرلمان الجديد حتى يعرف الجميع هل هم مؤهلون قانونياً للترشح أم لا .
2- يجب ان يكون المرشح مؤهلاً لشغل منصب عضو مجلس المحافظة ويفهم في اليات ادارة الدولة نتيجة تجربة عملية ويعرف جيداً دوره في المجلس وما هي ادوات الرقابة والتشريع المحلي ويكون فعلا خير ممثل للمجموعة المؤمنة به كعضو مجلس محافظة فالناس عانت من الذين يصلون باموالهم او عن طريق احزابهم ويحتاجون سنتين ليفهم كيف يعمل المجلس وهذه السنتين هي من عمر الخدمات وعمر الادارة المحلية للمحافظة .
3- ان يمتلك المرشح مقبولية و يمثل اسمه ثقلاً اجتماعياً ومناطقياً او حتى عشائرياً فالتجربة اثبتت ان الحسم هو لأصوات الاغلبية الصامتة التي تعرف المرشح جيداً من خلال عمله السابق او سمعته الجيدة خصوصاً بالنسبة للمرشحين المستقلين .
4- أن يكون للمرشح منظومة متكاملة حزبية او تجمعات مدنية تمتلك خبرة في العمل الانتخابي تمتلك ركائز تستطيع التأثير على الجمهور تقوم بدعمه للحصول على ما نسبته 30 بالمئة من عدد الاصوات المتوقع الحصول عليها . والباقي للاغلبية الصامتة .
5- ان يمتلك المرشح او منظومته مبلغاً يقدر ب 200 مليون دينار كحد ادنى حرج كي يستطيع ادارة الحملة بشكل صحيح وهذا المبلغ قد يقل او يزيد حسب مدى الثقل الاجتماعي للمرشح وسمعته الجيدة بين الناخبين . والمصيبة كل المصيبة فيمن يفكر بصرف الاموال على امل استرجاعها بعد الفوز .. كيف تسترجعها ؟ تسرق مثلا ؟
6- ان يكون المرشح متمكنا من مخاطبة الجمهور والظهور الاعلامي وخصوصا اذا كان قد تعود الناس على اسلوبه حتى قبل الحملة الانتخابية فالكارزما مهمة جدا في التأثير على الرأي العام .
هذه النقاط ذكرتها باختصار مع ملاحظة التالي :
1- ان الترشح حق الجميع لمن يكون مؤهلاً قانوناً بعد اقرار القانون النهائي للانتخابات . ولا يسمح لاي احد الاعتراض على اي شخص يود الترشح سواء كان مؤهلا فنيا او اجتماعياً او لا .
2- هذه المعايير تجعلك في خط المنافسة فقط وليس الفوز لان الفوز أمر متروك بيد الجمهور وهو من سيحدد ذلك .
3- من الان .. ونصيحتي كأخ .. من لا يمتلك اغلب هذه الادوات والامكانيات الشخصية.. فإنه يحرق وقته وجهده وأمواله خصوصاً اذا كانت شخصية فكم من مرشح باع سيارته او بيته من اجل الترشح وذهبت امواله ادراج الرياح .. الا اذا كان الترشح من اجل مكسب ظهور اعلامي او خطوة في الاستعداد لمراحل لاحقة .. لا بأس
4- نصيحتي ايضا لكل المرشحين خصوصا اذا كانوا يمثلون توجهاً واحداً .. تناقشوا وتفاهموا فيما بينكم .. غلبوا مصلحة المحافظة وتعاونوا من اجل ان يمثلكم الاصلح في المجلس ليترجم عقيدتكم في خدمة الناس وطبعا اختياركم يكون وفق معايير فيها شيء مما كتبت ..
5- من يمتلك هذه الادوات .. يجب ان يرشح ويأخذ دوره خصوصا اذا اعلن ترشيحه والناس تقول .. نعم هذا من كنا ننتظره … سيكون وقتها رقما صعباً في الانتخابات
6- لا بد من الاخذ بنظر الاعتبار عنصر المغامرة والمفاجأة فإنها حصلت مع مرشحين سابقين ولكن كانوا يمتلكون ولو فقرة او فقرتين مما ذكرت من معايير الترشيح